الحوكمة ومجلس ادارة الشركة

السبت / 28 اكتوبر : من ضمن الضوابط الأساسية المتعلقة بحوكمة الشركات نجد الاهتمام الخاص بمجلس ادارة الشركة وكيفية تنفيذ هذا المجلس لمهامه وتفاصيل هذه المهام والدور المنوط بالمجلس كوحدة واحدة وبكل عضو من الأعضاء بصفة منفردة وشخصية. ونظرا لأهمية وحساسية الدور الذي يطلع به “مجلس الادارة”، فان حوكمة الشركات تهتم أيضا بصفة خاصة بكيفية تعيين مجلس الادارة وهذا ينطبق على تعيين كل عضو من أعضاء المجلس. وتنبع أهمية هذا الأمر نظرا لأن مجلس ادارة الشركة يمثل “رأس رمح” الشركة المصوب لقيادة زمام الأمور لتحقيق الأهداف وكل التطلعات التي أنشأت الشركة من أجلها.

تتضمن القوانين الخاصة بالشركات العديد من الأحكام المنظمة لدور مجلس الادارة، والدور الخاص برئيس المجلس والأعضاء، وكيفية اطلاعهم بهذه الأدوار والمسؤوليات الناتجة عن ذلك، وما يرتبط بهذه الأدوار من حوافز ومكافآت وأيضا ما يترتب على ذلك من محاسبة ومسائلة عند التقصير أو كلما لزم الأمر. وتفعيلا لهذه الأحكام، فان ضوابط الحوكمة، التي تم انتهاجها تهدف لتقديم المزيد من العناية بصقل الشركة وما يرتبط بها من مجلس الادارة والمساهمين والجهات المرتبطة والمجتمع وغيرهما. وفي هذا المنحى، تذهب الحوكمة للميل الاضافي بتناولها أحكاما اضافية خاصة بإجراءات تعيين أعضاء مجلس ادارة الشركة.

ومن ضمن أحكام وضوابط الحوكمة نجد النص على ضرورة أن يقوم كل عضو مجلس ادارة جديد، حالما تم انتخابه أو تعيينه، بإتباع اجراءات معينة من ضمنها ارسال رسالة صريحة الادارة. ولاحقا بعد ذلك يتم توقيع نموذج (فورم) خاص بالشركة، وهذا النموذج هو عبارة عن خطاب تعيين أو “خطاب ارتباط” بين الشركة وعضو مجلس الادارة الجديد. وفي هذا النموذج نجد كل التفاصيل وتشمل مهام ومسؤوليات عضو مجلس الادارة الجديد، اضافة لتحديد فترة التعيين والتفاصيل المتعلقة بالمدى الزمني المطلوب منه للتفرغ لتنفيذ مهامه كعضو مجلس ادارة، اسم اللجنة أو لجان مجلس الادارة التي سيعمل ضمنها والدور المنوط به تحديدا على حسب خبراته ومؤهلاته، توضيح التفاصيل المتعلقة بالمكافآت والامتيازات التي يحصل عليها عضو مجلس الادارة شاملة المصروفات والنثريات التي يتكبدها لتنفيذ مهامه مثل تكاليف السفر والاقامة وتكاليف الاستشارات المهنية والفنية التي يحصل عليها من أجل تسهيل تنفيذ مهامه المحددة.

بالإضافة لتوقيع عضو مجلس الادارة الجديد على خطاب التعيين “خطاب الارتباط”، كذلك يجب عليه الاطلاع علي الوثائق والنماذج الخاصة بالشركة مثل لائحة “التعهد بتجنب تعارض المصالح” ونموذج “الالتزام بضوابط حسن الأداء لأعضاء مجلس الادارة”، وغير ذلك من النماذج واللوائح والوثائق الأساسية الخاصة بالشركة مثل أوامر تأسيس الشركة ونموذج التعهد العام الصادر من مجلس ادارة الشركة “بورد جارتر” وغيره… وبعد الاطلاع على كل وثيقة أو نموذج يجب على عضو مجلس الادارة الجديد التوقيع على ما يفيد باطلاعه والتزامه التام بكل ما ورد فيها من واجبات وتعهدات…

كل هذه المتطلبات تتضمنها الأحكام المنظمة لحوكمة الشركات وذلك من أجل وضع النقاط فوق الحروف ولتحديد الأدوار والواجبات بصورة واضحة تماما لكل العيان والبيان. وهكذا تساهم الحوكمة في وضع اللبنات الأساسية لحسن ادارة الشركة لتحقيق الادارة الرشيدة التي تعود بالفائدة القصوى لجميع الأطراف. وكل هذا يتم انطلاقا من مبدأ، أن مجلس ادارة الشركة وعبر كل عضو من الأعضاء، هو بمثابة القائد للجميع والرائد لأهله. ولذا يجب أن تكون الرؤية واضحة تماما لكل منهم ومن هذا الوضوح يتم السير بالشركة للأمام دون تردد أو ضبابية منافية للشفافية… وبهذه الأحكام تلعب الحوكمة دورا مباشرا في تمهيد الطريق لتقدم الشركة في تنفيذ مهامها وكل واجباتها الخاصة والعامة…

واذا أخفق عضو مجلس الادارة في تنفيذ التزاماته التي اطلع عليها ووضع توقيعه كدلالة على ذلك، فانه يتحمل تبعات ذلك الاخفاق. ولكن من الجهة الأخرى، على الشركة ومجلس ادارتها، توفير المناخ المناسب والصحي للعضو الجديد لتمكينه من تنفيذ مهامه وفق ما هو مطلوب. وهذا الدور يتمثل في اتاحة الفرصة التامة والملائمة للعضو الجديد للاجتماع مع رئيس مجلس الادارة لتقديم التنوير المطلوب له وأيضا التدريب وتقديم الارشادات الضروريةلرئيس مجلس ادارة الشركة تتضمن موافقته الخطية على الانضمام كعضو جديد في مجلس اذا دعى الحال، وتسهيل الاجتماع مع الادارة التنفيذية العليا بالشركة وما يتبع ذلك من اجتماعات ضرورية مبرمجة تمكنه من الالمام بالتفاصيل الضرورية الخاصة بتنفيذ مهامه. وهذا يشمل الاجتماعات واللقاءات والمناقشات مع المدققين الداخليين والخارجيين للشركة وكذلك المستشار القانوني للتنوير القانوني اللازم. كما يجب اتاحة الفرصة للعضو الجديد لزيارة المواقع الخاصة بالشركة للاطلاع على الأوضاع بصفة مباشرة دون حواجز، واتاحة الفرصة له للاطلاع على لوائح وخطط دائرة الالتزام، وتفاصيل الخطط المالية، واللوائح والاجراءات الخاصة بكافة المخاطر، وكذلك كل الخطط الادارية الهامة لتنفيذ مهام الشركة، وخطط الشركة الاستراتيجية والوسائل المرتبطة بتفعيلها، وبصفة عامة، يجب اتاحة الفرصة للعضو الجديد لمعرفة كل ما هو ضروري وللدرجة التي تمكنه من الاطلاع التام على كل مجريات الأمور بالشركة التي أصبح جزءا هاما من ادارتها، ووفق أحكام حوكمة الشركات، يجب عليه أن يكون عضوا مشاركا فاعلا في هذه الادارة ويتحمل كل تبعاتها.

ومن هذا الواقع تلعب الحوكمة دورا رئيسيا أساسيا في تمكين الشركة، ومن هم على قمة ادارتها، من الاطلاع على تنفيذ مهامها على خير وجه من أجل تحقيق أفضل وأرقى النتائج للشركة ومساهميها والأطراف المرتبطة وللمجتمع الذي نشأت الشركة لخدمته…
المستشار د. عبد القادر ورسمه غالب
المؤسس والرئيس التنفيذي
ع \ شركة د. عبد القادر ورسمه للاستشارات ذ.م.م
البحرين \ دبي