وأتاح برنامج اللقاء للوفود الشبابية من الدول الثلاث فرصة تبادل الخبرات والمعارف المتنوعة في العديد من المجالات، ومنها: السياسة، والاستدامة، والاقتصاد، والإعلام، والتاريخ، وتضمن مجموعة من الجلسات وورش العمل والحوارات المباشرة التي كان هدفها تعريف المشاركين بجوانب من تاريخ الدول المشاركة.

وجاءت مشاركة مملكة البحرين في اللقاء انطلاقًا من تأثيرها الحضاري والدولي وما تحظى به من مكانة رفيعة كدولة محبة للسلام والتعايش السلمي بين الشعوب والحضارات، وهي القيم التي يؤكد عليها دائمًا حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه، والذي يحرص باستمرار وفي كل المناسبات والكلمات السامية على التشديد على ضرورة احترام الأديان ونشر التسامح.

وتضمن البرنامج زيارة الوفود الثلاثة إلى قصر الرئاسة في العاصمة برلين، واللقاء بالرئيس فرانك والتر شتينماير، والذي أكد أهمية تبادل الخبرات والآراء بين شباب الدول الثلاث، لما لذلك من أثر في تطوير التعاون المشترك وترسيخ السلام في منطقة الشرق الأوسط والعالم.

وعلى مدى عدة أيام، اشتمل البرنامج على ورش عمل واجتماعات مع مسؤولين، وجرت النقاشات في أجواء من الانفتاح بشأن العديد من الموضوعات، ومن بينها أهمية قضية (الاستدامة) كوسيلة لضمان قدرة الدول على الحفاظ على جهودها في مجالات التنمية والتحديث.

وتركز النقاش في هذا الجانب على أهمية استخدام الأنظمة الحيوية المتنوعة في مختلف القطاعات لضمان تحقيق أهدافها التنموية واستمراريتها. وفي هذا السياق قام الوفد الشبابي بزيارة إلى “هولزماركت”، والذي تم بناؤه كاملاً من الاخشاب والمواد المعاد تصنيعها وتدويرها، كما قام بجولة في مبنى المطار القديم ببرلين، والذي يستُغِل حاليًا كصالة ألعاب تخدم سكان المنطقة.

وتضمن اللقاء عددًا من الجلسات التي شهدت مناقشات مفتوحة وتبادل  للأفكار  والتصورات في مجال التحول الرقمي، ومدى أهمية هذا الموضوع في الوقت الراهن مع توسع الدول في مجال الذكاء الاصطناعي والطفرة المستقبلية التي يمكن أن يحققها في العديد من التخصصات، ولاسيما الصحة والتعليم والصناعة.

وضمن برنامج اللقاء، شارك الوفد الشبابي في جلسة حوارية بعنوان “عصر التدفق” عقدت بمقر وزارة الخارجية الالمانية، وبمشاركة الفنان السعودي عبدالناصر غارم والصحافية الألمانية سوزان كلبل، حيث بحثت الجلسة مدى إمكانية أن يساهم الشباب في عملية صنع القرار في دولهم من خلال الفن باعتباره رسالة سامية.

وفي جلسة أخرى، تم استعراض دور المرأة في الشأن العام بالدول الثلاث، وكان لافتًا أن عدد أعضاء وفد البحرين من الاناث كان يفوق عدد جميع الوفود الأخرى، هو ما يمثل رسالة جلية توضح ما تقدمه مملكة البحرين من دعم وتقدم للمرأة في شتى المجالات، وما للمرأة من دور فاعل وحقيقي في تمثيل المملكة في المحافل العالمية، وما وصلت إليه من مراحل متقدمة ورائدة في التمتع بكامل حقوقها وحرياتها المكفولة في الدستور، والتي تعززت في ظل دعم ورعاية المجلس الاعلى للمرأة برئاسة صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت ابراهيم آل خليفة حفظها الله.

وتأتي مشاركة الشباب البحريني في هذا البرنامج لما تتمتع به المملكة من مكانة دولية باعتبارها نموذجاً فريدًا ومتقدمًا في الحريات الدينية في الشرق الأوسط في ظل انفتاحها وأجوائها التي توفر مناخًا للتعايش السلمي والتسامح والحوار بين الأديان والحضارات والثقافات المختلفة والتعاون بين دول العالم على أسس من الشراكة والصداقة التي ترتكز على أسس الاحترام المتبادل.

ولهذا النوع من التبادل الثقافي والفكري المباشر، مقارنة بالتواصل عبر المنصات الافتراضية عن بعد، تأثيره الكبير في تكريس ونشر قيم ومبادئ السلام في المنطقة، بالإضافة إلى أن الحوارات المباشرة التي جرت بكل تأكيد سيكون لها مردودها في الارتقاء بدور الشباب حول العالم ويساهم في صقل مهاراتهم وإعدادهم حتى يكونوا قدوة القيادة في المستقبل.