الأحد , أبريل 28 2024
أخبار عاجلة

خمسة وخمسون عاماً من الدبلوماسية البحرينية المتزنة الداعمة للسلام والازدهار

المنامة في 13 يناير / بنا / تمكنت الدبلوماسية البحرينية من أن ترسم لها نهجاً ثابتاً لا يحيد، من الصعب أن تُخطئه المواقف أو تتعدد معه الاحتمالات والتأويلات، ونجحت على مدار 55 عاماً، منذ نشأتها عام 1969، في أن تكون الصوت الرسمي الواضح والمتزّن لمملكة البحرين، الذي يعبر عن مواقفها الخارجية وقراراتها وإرادتها الحُرة، في شتى المحافل والمنابر الإقليمية والدولية، والأداة الفاعلة لتوطيد علاقات مملكة البحرين مع الدول الشقيقة والصديقة، وحماية مصالح الوطن والمواطنين في الخارج، وتعزيز مكانة المملكة على الساحة الدولية.

ويعتبر يوم الرابع عشر من يناير، اليوم الذي تحتفي فيه المملكة بالدبلوماسية البحرينية، تكريماً وتقديراً لجهودها ودورها الوطني والحضاري الذي يمثل امتداد لتاريخها العروبي العريق والذي حافظت عليه في كل العصور وصولاً للمشاركة الأصيلة في استكمال المسيرة التنموية الشاملة للمملكة بقيادة حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه، والذي أصدر مرسوماً ملكياً بتخصيص يوم 14 يناير من كل عام يوماً للدبلوماسية البحرينية.

تاريخ يمتد إلى أكثر من خمسة عقود

يعود تاريخ الدبلوماسية البحرينية إلى أواخر العام 1969 من خلال تأسيس ما سُمي بـ “مكتب العلاقات الخارجية أو العلاقات السياسية”، وكان يترأسه آنذاك سمو الشيخ محمد بن مبارك آل خليفة، عراب الدبلوماسية البحرينية، الذي تحول بعد ذلك نواة لتأسيس وزارة الخارجية البحرينية مع تشكيل أول حكومة للبحرين عام 1971، ومن ثم تولي سمو الشيخ محمد بن مبارك حقيبة الخارجية كأول وزير، وكان ذلك في الفترة منذ أغسطس عام 1971 وحتى سبتمبر عام 2005، ويعود له الفضل في وضع الأسس الثابتة للدبلوماسية البحرينية وسياسة البحرين الخارجية وعلاقاتها بدول العالم القائمة على حسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، ولذلك استحق وبجدارة أن يحمل لقب أقدم وزير للخارجية في العالم بعد 34 عاماً أمضاها على رأس الدبلوماسية البحرينية بكل كفاءة وحكمة ومهنية.

وفي تلك الفترة المهمة من تاريخ البحرين الانتقالي السياسي والدبلوماسي، رأت القيادة أهمية تعيين أول سفراء للبحرين في أهم العواصم الدولية والعربية بما ينسجم مع تاريخها وحضارتها وثقافتها وبما يعزز من علاقاتها مع المجتمع الدولي، فتمَّ تعيين السفير الشيخ سلمان بن دعيج آل خليفة رحمه الله، كأول سفير بحريني لدى بريطانيا، حيث لعب دوراً كبيراً في وضع أسس صلبة للعلاقات الثنائية بين البحرين وبريطانيا وتعزيزها على مختلف الأصعدة.

كما تم تعيين السفير الأديب تقي البحارنة كأول سفير للبحرين في جمهورية مصر العربية الشقيقة، وكان له دور بارز وملموس على المستوى السياسي والدبلوماسي وأيضاً في تنمية الحراك الثقافي والأدبي بين البلدين الشقيقين، إضافة إلى دوره في تنسيق المواقف السياسية الثنائية تجاه القضايا العربية خاصة القضية الفلسطينية.

وعُين كذلك السفير الدكتور سلمان الصفَّار كأول مندوب دائم للبحرين لدى الأمم المتحدة بنيويورك، وكان له دور مهم في التعاون مع هيئة الأمم المتحدة لتأكيد مواقف البحرين الخاصة باحترام مبادئها في تعزيز الأمن والسلم الدوليين.

وفي سبتمبر من عام 2005، تولى حقيبة الخارجية خلفاً لسمو الشيخ محمد بن مبارك آل خليفة، معالي الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة، الذي استكمل مسيرة النهج الحكيم العقلاني الذي خطّه عراب وشيخ الدبلوماسية البحرينية سمو الشيخ محمد بن مبارك، مضيفاً عليها سياسة القوة الناعمة التي تأسست على ثلاث مرتكزات وهي ثقافة المجتمع البحريني، وقيمة موروثه الحضاري، والتوازن الدقيق بين السياسة الداخلية والسياسة الخارجية.

ولتحقيق أهداف السياسة الخارجية لمملكة البحرين عمل معالي الشيخ خالد بن أحمد على إحداث نقلة نوعية متدرجة لبناء الهيكل الدبلوماسي الجديد الذي رأى أن تمتزج فيه الخبرة المتراكمة الأصيلة مع إرادة وعزيمة الشباب، لبناء قاعدة قوية من الفكر الدبلوماسي والسياسي المتجدد والدبلوماسيين الجدد المؤهلين والمدربين علمياً وأكاديمياً.

واستمر نهج الدبلوماسية البحرينية الثابت ذو الرؤية المتوازنة مع تولي سعادة الدكتور عبد اللطيف بن راشد الزياني، حقيبة الخارجية في فبراير 2020 وحتى الآن، والذي فتح آفاق اوسع للعمل السياسي والدبلوماسي بما يتناسب والتطورات التي يمر بها إقليم الشرق الأوسط وبؤر الصراع العالمية، وترسيخ علاقات البحرين الخارجية مع كافة دول العالم انطلاقاً من عدة ثوابت أهمها تفاعل مملكة البحرين المتوازن مع محيطها الخليجي والعربي والإقليمي خاصة تجاه القضايا ذات الاهتمام المشترك، والسعي لحل مختلف القضايا والأزمات بالوسائل السلمية والحوار وبما يتفق ومبادئ الأمم المتحدة والقانون الدولي وبما لا يمس سيادتها وأمنها الوطني.

وتولي وزارة الخارجية ملف حقوق الإنسان في المملكة اهتماما خاصا، مستمدة مهامها وجهودها من النهج الحكيم والتوجيهات السامية لجلالة الملك المعظم، حفظه الله ورعاه، وتوجهات الحكومة برئاسة صاحب السمو الملكي ولي العهد رئيس الوزراء، حفظه الله، وتمكنت من إعداد وتنفيذ الخطة الوطنية لحقوق الإنسان، بما تتضمنه من مشاريع طموحة بلغ عدد 102مشروع، وتقديم التقرير الوطني الرابع ضمن آلية الاستعراض الدوري الشامل لحقوق الإنسان أمام مجلس حقوق الإنسان الدولي في جنيف، في اطار الجهود المتواصلة التي تقوم بها اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان التي تترأسها وزارة الخارجية وتضم في عضويتها ممثلين عن كافة الوزارات والهيئات الرسمية المعنية بالشؤون المتعلقة بحقوق الإنسان وحرياته.

عام 2023 عام التحديات الدبلوماسية والسياسية

يعتبر العام المنصرم 2023 من أكثر الأعوام التي لعبت فيها الدبلوماسية البحرينية دوراً مهماً ومؤثراً تجاه التحديات والأزمات والصراعات التي شهدتها ولازالت المنطقة العربية وإقليم الشرق الأوسط بشكل عام، إضافة إلى تداعيات وتأثيرات عدد من القضايا العالمية الأخرى والتي تلقي بظلالها على الحراك السياسي والدبلوماسي والاقتصادي بشكل أو بآخر.

ولقد كانت الدبلوماسية البحرينية الماهرة حاضرة في معظم تلك الأحداث انطلاقاً من ثوابتها بما يضمن لها التأكيد على مصالح البلاد والحفاظ على أمنها الوطني والإقليمي، عبر تفاعلها الإيجابي المتوازن والمؤثر مع مجمل الاجتماعات واللقاءات والقمم والمؤتمرات التي عقدت لبحث أفضل الحلول السلمية لهذه النزاعات والقضايا، والمشاركة في التصدي لكثير من التحديات والتهديدات التي تشهدها المنطقة خاصة فيما يتعلق بالأحداث الأخيرة في قطاع غزة وتداعياتها المتصاعدة على أكثر من صعيد ، إضافة إلى السير بالتوازي في نهجها القائم على تعزيز العلاقات الخارجية للمملكة مع الدول الشقيقة والصديقة والمنظمات الإقليمية والدولية والدفع بمزيد من الشراكات وأطر التعاون، باعتبارها أحد أهم الأهداف الاستراتيجية للدبلوماسية البحرينية.

ويُشهد للدبلوماسية البحرينية بأنها نجحت في تقديم صورة إيجابية قوية ومشرفة لمملكة البحرين عمادها المواقف على الأرض ، يعززها روايات عديدة وشهادات عيان، أدلى بها سفراء الدول والمنظمات العربية والأجنبية الذين مثّلوا بلدانهم سابقاً على رأس سفارات وقنصليات ووفود دبلوماسية في مملكة البحرين، وأجمعوا فيها على أن أحد أهم ما يميز جوهر العمل الدبلوماسي البحريني هو أن مملكة البحرين نجحت في أن تكون دولةً صديقة للجميع، مُرحبة بالجميع ومنفتحة على جميع الثقافات والأجناس والأديان ومتعايشة بسلام مع الجميع، وهذه مفاتيح نجاح ورسوخ للعلاقات الدبلوماسية والخارجية مع الدول والمنظمات الدولية القائمة على الاحترام المتبادل.

إن الانجازات المشرفة والنجاحات المتميزة التي حققتها الدبلوماسية البحرينية على مدى تاريخها الطويل ما كانت لتتحقَّق لولا الرؤية الحكيمة والتوجيهات السديدة لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم، حفظه الله ورعاه، ودعم ومساندة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، حفظه الله، والجهود الوطنية المخلصة لجميع مسؤولي ومنتسبي السلك الدبلوماسي والقنصلي بوزارة الخارجية البحرينية على مر السنين، حتى أصبحت الدبلوماسية البحرينية اليوم عنواناً للثقة والفاعلية والعقلانية والاتزان.

شاهد أيضاً

“شؤون المسجد النبوي”: إقامة صلاة التهجد اليوم وسط تكامل منظومة الخدمات بالمسجد

الرياض في 30 مارس/ / ‎أعلنت الهيئة العامة للعناية بشؤون المسجد النبوي، أنه من المقرر …

مملكة البحرين ترحب بتدابير محكمة العدل الدولية بشأن زيادة دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة

المنامة في 30 مارس/  أعربت وزارة الخارجية عن ترحيب مملكة البحرين بالتدابير الاحترازية الإضافية المؤقتة …

رئيس مجلس الأوقاف السنية يكرم الفائزين في مسابقة القرآن الكريم للمكفوفين

المنامة في 30 مارس/ نظمت إدارة الأوقاف السنية مسابقة القرآن الكريم الثانية بالتعاون مع جمعية …

لجنة تكافؤ الفرص بين الجنسين بالمجال الرياضي تنظم مهرجان تكافؤ الرمضاني الأول لرياضة المرأة

المنامة في 29 مارس/  نظمت لجنة تكافؤ الفرص بين الجنسين في المجال الرياضي مهرجان تكافؤ …